علامات قيام الساعة تختلف العلامات الكُبرى لقيام السّاعة عن العلامات الصُّغرى في عدّة وجوه؛ فالعلامات الكُبرى لا تحدُث إلاّ في نهاية الزّمان، بينما كانت بداية ظهور العلامات الصّغرى، مُنذ بعثة النّبي عليه الصّلاة والسّلام، وكذلك تعبّر العلامات الكُبرى عن اقتراب قيام السّاعة بشكلٍ كبير، وهي مُتتابعة في حدوثها، وإذا حصلت إحدى تلك العلامات؛ وهي طلوع الشّمس من مغربها، لن ينفع المرء بعد ذلك عدمُ إيمانه، وابتعاده عن جادّة الحقِّ والصَّواب.
العلامات الكبرى لقيام السّاعة ذكر النّبي عليه الصّلاة والسّلام العلامات الكبرى في السُنّة النبويّة المطهّرة، فقد دخل يوماً على أصحابه وهم يتذاكرون السّاعة فبيّن لهم أنّها لن تحدث إلاّ بعد خروج عشرِ آياتٍ كُبرى وهي:
- ظهور المسيح الدّجال: هو مسيحُ الضّلالة الذي وصفه النّبي عليه الصّلاة والسّلام بأنّه أعور، ومكتوب بين عينيه كلمة كافر، يقرؤها كلّ مؤمن قارىءٍ أم غير قارىء، ويفتِن النّاس بأفعاله، ويَمكثُ في الأرض زماناً حتّى يقتله المسيح عليه السّلام بحِربته عند باب لدّ.
- ظهور قوم يأجوج ومأجوج: هم القوم الذين بنى ذو القرنين عليهم سدّاً؛ حيث يخرجون حينما يقدّر الله لهم ذلك فيُفسدون في الأرض، ويُعيثون فيها فساداً حتّى يلجأ المسلمون إلى الجبال هرباً من بطشهم وإفسادهم، وتكون نهايتهم حينما يدعو عليهم المسيح عليه السّلام، فيرسل الله النّغف في أقفائهم فيموتون.
- نزول المسيح عليه السّلام: من علامات السّاعة الكبرى نزول سيّدنا عيسى عليه السّلام؛ حيث ينزل من السّماء إلى المنارة الشّرقية في دمشق، وتَسبِق تلك العلامة ظهور المهدي الذي يكون عند نزول المسيح إماماً للمسلمين، ويكون من مهام المسيح عليه السّلام معاونة المهدي والمسلمين في قتل المسيح الدّجال والتّخلص منه، كما يدعو على يأجوج ومأجوج فيهلكوا، ويقتل الخنزير ويضع الجزية، ويكسر الصّليب.
- طلوع الشّمس من المغرب: هي الآية الكبرى التي لا تنفع عند ظهورها توبة أو إيمان من بعد كفر.
- الدابة: وهي دابةٌ عظيمة تخرج من الأرض وتكون مهمّتها أن تسم المؤمن على وجهه بكلمة الإيمان، وأن تسم الكافر بكلمة الكفر.
- الدّخان: حيث يغشى النّاس ويملأ ما بين الأرض والسّماء، قال تعالى (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ، يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ) [الدخان:10-11].
- الخسوف الثّلاثة: وهي خسفٌ بالمشرق، وخسفٌ بالمغرب، وخسفٌ بجزيرة العرب.
- نارٌ تخرج من أرض اليمن: هي نارٌ تسوق الناس إلى أرض المحشر في الشّام، حيث تبيت مع النّاس إذا باتوا، وتقيل معهم إذا قالوا.